جون بولتون، المستشار السياسي للبيت الأبيض، يتحرك ويتحدث بثقة رجل يتمتع بثقة رئيسه. والرئيس ترامب أحسن صنعاً بوضع هذه الثقة في المستشار السياسي، لأن بولتون يطابق بين ما أعلن الرئيس، وبين الأسباب التي جعلت بولتون يقوم برحلة سريعاً إلى إسرائيل وتركيا. فالرئيس يعدل من شكل التدخل الأميركي في سوريا، لكنه لا يتخلى عن الأكراد. وإسرائيل تواجه تهديدات متزايدة خاصة من «حزب الله» المدعوم من إيران على حدودها الشمالية. لكن التعاون الأميركي مع إسرائيل في قمته. ولن يكون هناك جسر بري لإيران كي تحرك مقاتلين وأسلحة عبر هذا الجزء من سوريا الذي تدخلت فيه الولايات المتحدة. فهذا لن يحدث.
والدمار الكامل لدولة «داعش» وشيك. ومبدأ ترامب، كما أراه، هو ليس «حصن أميركا»، بل «حصون الأميركيين». وقاعدة عين الأسد الجوية في العراق ستصبح، مثل قاعدة باجرام في أفغانستان، نقطة محورية في وقت قريب لدعم حلفائنا المحوريين على امتداد المنطقة. وإيران تفقد سريعاً قدرتها على استثمار قدر كبير من المال والرجال في سوريا ولبنان. والشعب الإيراني يعلم أن تخفيف العقوبات عن بلاده قد ذهبت مكاسبه إلى الرئيس السوري و«حزب الله» وليس لهم. وهذا برميل بارود يجلس عليه في الداخل نظام عتيق من حكم رجال الدين.
وهناك وفاق جديد متماسك بين مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والبحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة والعراق. ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي يتمتع أيضاً بثقة الرئيس يجول في المنطقة للتشاور مع قيادات هذا الوفاق حتى في الوقت الذي يزور فيه بولتون إسرائيل وتركيا. والعلاقة مع تركيا متوترة، لأن البلد الحليف لنا في حلف شمال الأطلسي يعتقل بغير حق الرهينة الأميركي والفيزيائي «سركان جولج» كما فعل مع القس «أندرو برونسون»، الذي أُطلق سراحه أخيراً في نهاية العام الماضي. والإفراج عن «جولج» سيكون ثاني خطوة كبيرة نحو تخفيف التوترات بعد الإفراج عن برونسون. والخطوة الثالثة تتمثل في إجراء محادثات مكثفة عن الأكراد وعدم سماحنا بتعريض حلفائنا القدامى للقتل. والمحادثات بين الرئيس رجب طيب أردوغان وبولتون سيكون لها أهمية هائلة في حل معضلة سوريا.
صحيح أن العلاقات عميقة ودافئة في الواقع مع إسرائيل، لكن هذه العلاقات لا تخلو من منغصات. لقد كانت فكرة مروعة أن تبيع إسرائيل أنظمة أسلحة متطورة إلى الصين. والأسوأ من هذا أن تسمح للصين بتشغيل منشآت موانئ هائلة في إسرائيل. وهذا المسعى الأخير يجعل برامج إسرائيل الأكثر سرية وبعض البرامج الأميركية أيضا في نطاق رؤية القدرات التجسسية الرقمية الهائلة للصينيين. وبوصول بولتون إلى إسرائيل يتضح بجلاء أن الولايات المتحدة لن تكرر خطأها الاستراتيجي الكبير في عام 2011 ولن تخرج من المنطقة. ومهما يكن من تفاصيل كيفية الوجود الأميركي، فإنه سيظل قائماً وعميقاً، وسيحظى بدعم من كل الحلفاء في الوفاق الجديد، وسيكون حصنا ضد الطموحات الإيرانية.
وأكد بولتون أن «الخط الأحمر» مازال في مكانه إلى حد كبير فيما يتعلق بالأسد والأسلحة الكيماوية. وإذا لم ينتبه الرئيس السوري للدروس التي تلت أول مرتين تحدى فيهما ترامب على فعل ما لم يفعله أوباما، «فسيكون هناك خيارات كثيرة مطروحة للمناقشة». ونحن نعلم أن الصحفي بوب وودوارد كتب أن ترامب حين أمر بثاني ضربة ضد الأسد، امتنع وزير الدفاع الأميركي عن تنفيذ بعض هذه الخيارات ومنها استهداف الرئيس السوري التي أمر بها ترامب. ونقل «وودوارد» عن «ماتيس» قوله «لن نفعل أياً من هذا». والرسالة تبدو واضحة لكل من إيران وسوريا، وهي أن الولايات المتحدة تعيد تشكيل تدخلها لكنها لن تترك المنطقة، والواقع أن التدخل قد يكون أكثر فتكاً، وأن ما حدث في عام 2011 لن يتكرر.
والدمار الكامل لدولة «داعش» وشيك. ومبدأ ترامب، كما أراه، هو ليس «حصن أميركا»، بل «حصون الأميركيين». وقاعدة عين الأسد الجوية في العراق ستصبح، مثل قاعدة باجرام في أفغانستان، نقطة محورية في وقت قريب لدعم حلفائنا المحوريين على امتداد المنطقة. وإيران تفقد سريعاً قدرتها على استثمار قدر كبير من المال والرجال في سوريا ولبنان. والشعب الإيراني يعلم أن تخفيف العقوبات عن بلاده قد ذهبت مكاسبه إلى الرئيس السوري و«حزب الله» وليس لهم. وهذا برميل بارود يجلس عليه في الداخل نظام عتيق من حكم رجال الدين.
وهناك وفاق جديد متماسك بين مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والبحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة والعراق. ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي يتمتع أيضاً بثقة الرئيس يجول في المنطقة للتشاور مع قيادات هذا الوفاق حتى في الوقت الذي يزور فيه بولتون إسرائيل وتركيا. والعلاقة مع تركيا متوترة، لأن البلد الحليف لنا في حلف شمال الأطلسي يعتقل بغير حق الرهينة الأميركي والفيزيائي «سركان جولج» كما فعل مع القس «أندرو برونسون»، الذي أُطلق سراحه أخيراً في نهاية العام الماضي. والإفراج عن «جولج» سيكون ثاني خطوة كبيرة نحو تخفيف التوترات بعد الإفراج عن برونسون. والخطوة الثالثة تتمثل في إجراء محادثات مكثفة عن الأكراد وعدم سماحنا بتعريض حلفائنا القدامى للقتل. والمحادثات بين الرئيس رجب طيب أردوغان وبولتون سيكون لها أهمية هائلة في حل معضلة سوريا.
صحيح أن العلاقات عميقة ودافئة في الواقع مع إسرائيل، لكن هذه العلاقات لا تخلو من منغصات. لقد كانت فكرة مروعة أن تبيع إسرائيل أنظمة أسلحة متطورة إلى الصين. والأسوأ من هذا أن تسمح للصين بتشغيل منشآت موانئ هائلة في إسرائيل. وهذا المسعى الأخير يجعل برامج إسرائيل الأكثر سرية وبعض البرامج الأميركية أيضا في نطاق رؤية القدرات التجسسية الرقمية الهائلة للصينيين. وبوصول بولتون إلى إسرائيل يتضح بجلاء أن الولايات المتحدة لن تكرر خطأها الاستراتيجي الكبير في عام 2011 ولن تخرج من المنطقة. ومهما يكن من تفاصيل كيفية الوجود الأميركي، فإنه سيظل قائماً وعميقاً، وسيحظى بدعم من كل الحلفاء في الوفاق الجديد، وسيكون حصنا ضد الطموحات الإيرانية.
وأكد بولتون أن «الخط الأحمر» مازال في مكانه إلى حد كبير فيما يتعلق بالأسد والأسلحة الكيماوية. وإذا لم ينتبه الرئيس السوري للدروس التي تلت أول مرتين تحدى فيهما ترامب على فعل ما لم يفعله أوباما، «فسيكون هناك خيارات كثيرة مطروحة للمناقشة». ونحن نعلم أن الصحفي بوب وودوارد كتب أن ترامب حين أمر بثاني ضربة ضد الأسد، امتنع وزير الدفاع الأميركي عن تنفيذ بعض هذه الخيارات ومنها استهداف الرئيس السوري التي أمر بها ترامب. ونقل «وودوارد» عن «ماتيس» قوله «لن نفعل أياً من هذا». والرسالة تبدو واضحة لكل من إيران وسوريا، وهي أن الولايات المتحدة تعيد تشكيل تدخلها لكنها لن تترك المنطقة، والواقع أن التدخل قد يكون أكثر فتكاً، وأن ما حدث في عام 2011 لن يتكرر.
هوغ هويت
مؤلف كتاب «الطريق الرابع: دليل المحافظين لأغلبية دائمة للحزب الجمهوري».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيو سيرفس»
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيو سيرفس»